الأربعاء 29 رمضان المبارك 1394 هجرية – 1353/7/24 هجرية شمسية
(وَمَن یُهَاجِرْ فِی سَبِیلِ اللهِ یَجِدْ فِی الأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِیرًا وَسَعَةً وَمَن یَخْرُجْ مِن بَیْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ یُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللهِ وَ كَانَ اللهُ غَفُورًا رَّحِیمًا)
(النساء/ 100)
ذكرنا أن الذي ينضوي تحت ولاية الله يجب أن تكون عناصره الوجودية ونشاطاته وقواه خاضعة لعبودية الله لا لعبودية الطاغوت. وإذا سلّمنا بذلك فإن سؤالًا يفرض نفسه هو: إن مثل هذا الإنسان لو أحاطته ظروف فرضت عليه أن يكون تحت ولاية الطاغوت والشيطان، فماذا يجب عليه؟ الجواب: عليه أن ينقذ نفسه من هذه الحالة ويدخل في ولاية الله، أن يخرج من ولاية الظلم ليدخل في ولاية العدل، هذه النقلة تسمى الهجرة. لقد تناولنا ثلاثة أمور ترتبط بالولاية وهذا هو الموضوع الرابع.
لماذا يجب على الإنسان أن يفرّ من ولاية الطاغوت ؟ ألا يمكن أن يحافظ الفرد على إسلامه في إطار ولاية الطاغوت؟ ألا يمكن أن يبقى الإنسان عبدًا لله في ظروف تسيطر فيها عوامل غير إلهية على فكره وعواطفه ومشاعره؟ فكروا في هذا الأمر مليًا.
بداية نعرف أن ولاية الطاغوت والشيطان كما يرى القرآن الكريم هو أن يستولي الشيطان على كل قوى الإنسان وطاقاته وكفاءاته وأعماله، وأن يسير في الطريق الذي يريده الشيطان وفي المسير الذي يرسمه له. مَثَله مَثَل شخص وقع في نهر ذي تيار قوي متدفّق لا يستطيع إلاّ أن ينجرف فيه، ولا يمكنه التخلّص من هذا الانجراف مهما تشبث بشيء، فقد السيطرة على نفسه.
هذه هي ولاية الطاغوت وولاية الشيطان، لذلك يقول سبحانه: (وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً یَدْعُونَ إِلَى النَّارِ) يسوقونهم إلى الجحيم وإلى سوء المصير. ويقول سبحانه: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِینَ بَدَّلُوا نِعْمَةَ اللهِ كُفْرًا وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ # جَهَنَّمَ یَصْلَوْنَهَا وَبِئْسَ الْقَرَارُ) لقد أغدق الله على الإنسان نعمًا كثيرة يستطيع بها أن يطوي مدارج الكمال المادي والمعنوي، لكن هؤلاء ساقوا هذه النعم التي أغدقها الله على الناس نحو مسير كافر بهذه النعم، ودفعوا قومهم إلى دار البوار والفناء والهلاك وإلى جهنم والمصير التعيس.
وهذه الآية تلاها الإمام موسى بن جعفر (عليه السلام) على هارون الرشيد ليفهمه أنه هو من الذين (أَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ). إذ في مجلس دار حديث أغضب هارون فصاح: أنحن كفار؟ فقال الإمام لا، ولكن كما قال تعالى «ألم تر..» وتلا الآية ليفهمه أن الكافر ليس من ينكر الله والوحي والنبوة صراحة. مثل هذا الكافر يستطيع أن ينظّم الإنسان علاقته معه. الأسوأ منه هو الذي يكفر بما عنده من نعم، بل ويسوق مَنْ تحت إمرته إلى ولاية الطاغوت.. إلى جهنم.
من يخضع لولاية الطاغوت يفقد إرادته، بل إذا أراد أحيانًا أن يغيّر مسيره، فإن قوة التيار تمنعه من ذلك وتجرفه، والأسوأ من ذلك أنه لا يفهم بأنه منجرف في التيار.
الأسماك التي وقعت في شباك الصياد، يقودها الصياد دون أن تعرف الأسماك مقصدها، والصياد الذي يسحبها نحوه هوالذي يعرف المقصد. وشراك النظام الجاهلي تجرّ الناس نحو من بيده هذه الشراك دون أن يعلموا بأنهم يتجهون نحو (جَهَنَّمَ یَصْلَوْنَهَا وَبِئْسَ الْقَرَارُ). ولنعد إلى التاريخ لنرى ما تنزله ولاية الطاغوت من خسائر بالأمة.
تعرفون أن الإسلام فجّر طاقات الأمة وأيقظ كفاءاتها وقواها الفكرية فسجلت أروع انتصارات في حقل العلوم والمعارف، واقتبسوا علوم زمانهم وترجموها، وذلك ما بعث علماء الغرب أن يذكروا بإعجاب شديد ما حققه المسلمون من تقدم، من أمثال «غوستاف لوبون» الفرنسي الذي درس الحضارة الإسلامية في قرون ازدهارها، ومثل «آدم متز» الذي كتب عن الحضارة الإسلامية في القرن الرابع، ولكن الذي يبعث على الأسى هو أن المجتمع الإسلامي في عصور الازدهار الحضاري كان خاضعًا لخلافة وراثية استبدادية بعيدة عن القيم الإسلامية. ولذلك كان نصيب المجتمع الإسلامي من هذا التطور العلمي ضعيفًا، ونرى التاريخ ينقل لنا الأعاجيب من التمييز الطبقي في ذلك العصر. ولهذا السبب أيضًا أَفَلَت مسيرة التقدم العلمي والفكري، وأوصلت العالم الإسلامي إلى ما نشاهده اليوم. لو كانت ولاية الأمة بيد الصالحين، لو كان النموج العَلَوي هو السائد في المجتمع، لو كانت ولاية الأمر بيد أمثال الإمام الصادق، لكان عطاء التطور العلمي يعمّ المجتمع وينقذه من عوامل التخلف كلها، وَلَكُنا ننعم حتى اليوم بذلك العطاء.
ثم هذه الحضارة الغربية المعاصرة، قد حققت انتصارات في حقل العلوم والصناعة والتطوير لكنها كانت ولا تزال في ظل الأنظمة الحاكمة التي لا تؤمن بقيم إنسانية وأخلاقية، فقادت الغرب بل والعالم إلى حروب ودماء ودموع، وإلى تمييز عرقي وطبقي فظيع، ولم يستطع ذاك التقدم العلمي أن ينعش الحياة الإنسانية والفضائل الخلقية.
وَمَنْ نستطيع اليوم أن نفخر بهم في القرنين الثاني والثالث الهجريين هم الذين وقفوا بوجه انحراف السلطة، ودعوا إلى ولاية تستطيع أن تحقق حضارة تسودها القيم الإنسانية النبيلة أمثال معلّى بن خنيس ويحيى بن أم الطويل ويحيى بن زيد ومحمد بن أبي عمير وأمثالهم ممن نهضوا بوجه انحراف مسيرة المجتمع في عصرهم، وضحوا بأنفسهم حين رأوا أن كل ما يحققه المجتمع من تطور علمي لا قيمة له في ظل ولاية الطاغوت.
ويبقى السؤال عن إمكان أن يعيش الإنسان حياة إسلامية في ولاية الطاغوت. ما معنى أن يعيش الإنسان حياة إسلامية؟ يعني أن تكون إمكاناته وطاقاته وقواه وكفاءاته كلها من أجل الله. وهل عندنا نماذج لذلك؟ نعم عندنا نماذج من مجتمع عاش بهذه الصورة، ونماذج من جماعات هاجرت من نظام الطاغوت إلى الله.
مثال ذلك المجتمع، مجتمع المدينة في زمن حياة رسول الله صلى الله عليه وآله. فقد أقام النبي مجتمعًا يتحرك نحو الله في شؤونه أجمع. وفي هذا المجتمع يعيش اليهودي والمسيحي أيضًا في ظل الإسلام، كلاهما تحت ذمة الإسلام، ويتحركان على طريق المجتمع الإسلامي. طقوسهم الشخصية يمارسونها على طريقة دينهم، لكنهم مسلمون باعتبار عضويتهم في المجتمع الإسلامي. ولعل إسلامهم أقوى من ذلك المسلم العادي الذي يعيش في ظل نظام جاهلي. في عصر رسول الله كان كل شيء هناك في سبيل الله. المال والجهاد بالنفس وباللسان وبالفكر في سبيل الله. وهكذا الأمر إلى حدّ ما في زمن حكومة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه. فهو ولي الله بعد الرسول، لكنه ورث تركة من اضطراب الأوضاع.
هذا على مستوى المجتمع. أما على صعيد الجماعات فنرى الجماعات الملتفة حول أئمة أهل البيت (عليهم السلام). وكان المفروض أن نبحث ذلك بالتفصيل في فصل الإمامة بعد الولاية. كانت هذه الجماعات تعيش في مجتمع يحكمه الطاغوت، لكنها كانت تتحرك في اتجاه يعارض نظام الطاغوت. كذلك الجماعة الصغيرة التي كانت في كربلاء مع الحسين بن علي صلوات الله وسلامه عليه. فقد شقّت طريقها في اتجاه يخالف السيل الجارف في المجتمع آنذاك.
وفي التاريخ عندنا نماذج أخرى من هذا القبيل. أما على الصعيد الفردي فإن الفرد لا يستطيع أن تكون طاقاته وحركته ووجوده تحت ولاية الله بينما هو يعيش في مجتمع طاغوتي. مثل هذا الشخص لابد أن يكون جزء من حياته على الأقل على طريق الطاغوت. ولا يمكن أن يكون عبدًا لله بشكل كامل.
في الكافي للكليني وهو من الكتب الحديثية الأربعة عند الشيعة حديث قدسي في هذا المجال ذكرته مرارًا مروي بألفاظ مختلفة في باب «من دان لله عزّ وجل بغير إمام مِنَ الله» عن الإمام عن رسول الله عن الله سبحانه وتعالى: «لأعذبّن كل رعية في الإسلام دانت بولاية كل إمام جائر ليس من الله وإن كانت الرعية في أعمالها بَرّةً تقية، ولأعفونَّ عن كل رعيّة في الإسلام دانت بولاية كلّ إمام عادل من الله وإن كانت الرعية في نفسها ظالمة مسيئة».
التركيز عجيب في هذا الحديث عن أهمية الولاية في المجتمع! فالذين يعيشون تحت ولاية ولي الله من أهل النجاة وإن كانوا يرتكبون الإساءات في حياتهم الشخصية. والذين يعيشون تحت ولاية الطاغوت في شقاء وعذاب وإن كانوا في حياتهم الشخصية من أهل البرّ والتقوى.
وأمثّل لهذا الحديث بسيارة تركبونها من مدينة مشهد لتذهبوا إلى مدينة نيشابور، فإذا انحرفت السيارة في اتجاه مدينة سرخس أو قوجان فإنكم لا شك لا تصلون إلى الهدف. ركاب السيارة ــ مهما كانوا مؤدبين ومحسنين ــ فإنهم لا يصلون على أي حال إلى هدفهم. أما إذا كانت السيارة تطوي طريقها إلى نيشابور فإنها تصل إلى المقصد حتى وإن كان ركابها قد خالفوا أصول آداب المعاشرة الإنسانية. لو كان هؤلاء الركاب ملتزمين بالآداب الإنسانية فهو المطلوب، أما لو أساء هؤلاء الركاب في الطريق فإنهم سينالون جزاء إساءتهم، لكنهم على أي حال سيصلون إلى هدفهم المنشود.
في الحالة الثانية لابدّ أن يكون السائق أمينًا عارفًا بالطريق: «إمام من الله». فإنه يوصلهم إلى الهدف وإن أساؤوا: «وإن كانت الرعية في أعمالها ظالمة مسيئة». أما في الحالة الأولى فإن السائق جاهل بالطريق، السائق غير أمين، السائق من أهل الفسوق، ظلّ الطريق، أو كانت له مآرب أخرى في سرخس وقوجان ففضل مصالحه على مصلحة الركاب. على أي حال لا يبلغ الركاب مقصدهم وإن كانوا من أهل البرّ والتقوى: «وإن كانت الرعية في أعمالها برّة تقيّة».
طيب، إذا كان الناس قد فُرضت عليهم ولاية طاغوتية شيطانية فماذا يفعلون، ما الذي يجب عليهم أن يفعلوا؟ تقول الآية: (إِنَّ الَّذِینَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِكَةُ ظَالِمِی أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِیمَ كُنتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِینَ فِی الأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِیهَا فَأُوْلَئِكَ مَأوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَ سَاءَتْ مَصِیرًا).
هؤلاء الذين ظلموا أنفسهم، وأساءوا إلى أنفسهم في الحياة الدنيا حين تأتيهم الملائكة لقبض أرواحهم يسألونهم: فيمَ كُنتم؟ وأنا أفهم من هذا السؤال أن الملائكة يستغربون مما يرونه من بؤس حالة هؤلاء ومما ينتظرهم من عذاب. فيقولون لهم: فيم كنتم؟! كما يأتي مريض إلى طبيب وهو في حالة يُرثى لها، فيقول له الطبيب مستغربًا: أين كنت تعيش؟! فيقولون: «كنا مستضعفين في الأرض» أي لم تكن لنا إرادة ولا اختيار في مجريات المجتمع وحركته وسكونه واتجاهه. لم نكن نعلم إلى أين نحن متجهون، مثل حصان الطاحونة يدور ويتحرك وعيونه مشدودة، يظن أنه بمشيه المتواصل قد قطع مسافة كبيرة، ولا يدري أنه يدور في مكانه!! هكذا هو شأن المجتمع الذي يعيش في ظل نظام ظالم جاهل. أفراده مستضعفون لا يدرون إلى أين هم متجهون، ولا يعلمون ما يُراد بهم. خلافًا للمجتمع الذي يُدار بنظام صحيح، فهذا المجتمع يعير أهمية لشخصية الإنسان وكرامته ومكانته، ويمارس الولي فيه عملية المشاورة مع الناس: (وَشَاوِرْهُمْ فِی الأَمْرِ) هكذا تأتي التعاليم إلى رسول الله، مع أن النبي لا يحتاج إلى مشورة، وذلك لغرس روح العزّة في نفوس الأفراد. (قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِینَ فِی الأَرْضِ) فيأتيهم الجواب: (أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِیهَا) ؟! ألم تكونوا قادرين على الانتقال إلى بقعة أخرى من الأرض، لتكونوا أحرارًا، ولتعبدوا الله وحده دون سواه، وتسخّروا طاقاتكم على الطريق الصحيح هناك؟! واضح أنهم لا يملكون جوابًا، و واضح أنهم سينالون سوء المصير.
طبعًا هناك استثناء في موضوع وجوب الهجرة، وهو أولئك الذين لا يقوون على هذا العمل، مثل الأطفال والضعفاء من النساء والرجال، فهؤلاء من المؤمّل أن يعفو الله عنهم فهو العَفوّ الغفور تقول الآية: (إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِینَ مِنَ الرِّجَالِ وَ النِّسَاءِ وَ الوِلْدَانِ لَا یَسْتَطِیعُونَ حِیلَةً وَ لَا یَهْتَدُونَ سَبِیلًا # فَأُوْلَئِكَ عَسَى اللهُ أَن یَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ اللهُ عَفُوًّا غَفُورًا).
قد يخال المخاطبون بالهجرة أن الهجرة تسبب لهم أضرارًا وبؤسًا وخوفًا من المصير، فتقول الآية:
(وَمَن یُهَاجِرْ فِی سَبِیلِ اللهِ یَجِدْ فِی الأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِیرًا وَسَعَةً). أي يجد في الأرض المسالك والطرق الكثيرة والسعة في الحركة.
لقد كان هذا المهاجر قبل الهجرة يعيش في قفص لا يستطيع أن يرتفع أكثر من سقفه، أما بعد الهجرة فيستطيع أن يعيش في آفاق رحبة واسعة.
لقد كان المسلمون في مكة قبل الهجرة قد ضاقت عليهم الأرض بما رحبت، وأصبحوا في المدينة يتحركون بمنتهى الحرية، ويتسابقون في الخيرات.
الأمر بالهجرة والتشجيع عليها يأتي في إطار ضرورة الحركة في العبادة والإنفاق والجهاد في سبيل الله، لتكون هذه الحركة قِيمةً من قيم مكانة المسلم في المجتمع.
وقد يحدث للمهاجر من دار الكفر إلى دار الإسلام أن يتوفاه الله في الطريق. مثل هذا الشخص يكون قد أدّى ما عليه من واجب وأجره على الله:
(وَمَن یَخْرُجْ مِن بَیْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ یُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللهِ وَكَانَ اللهُ غَفُورًا رَّحِیمًا).
ولا بأس أن أشير ونحن في اليوم الأخير من هذه الجلسات أن الهجرة كما ذكرنا تكون من دار الكفر، من ولاية غير الله، إلى دار الإيمان، حيث ولاية الله، والنبي، ولاية الإمام، ولاية ولي الله. وإذا لم يكن هناك على وجه الأرض دار إيمان ودار ولاية الله ورسوله وولاية ولي الله، فما العمل؟ هل يبقى الإنسان في دار الكفر؟ في هذه الحالة لابد من التفكير في إيجاد دار الهجرة، كما فعل رسول الله، إذ بهجرته إلى المدينة أوجد دار الهجرة.
قد يستلزم الأمر أن تهاجر جماعة لتبني نقطة البداية في الهجرة، ومن ثم لإقامة المجتمع الإلهي الإسلامي، عندئذ تتوفر للمؤمنين أرض الهجرة.
والحمد لله رب العالمين.