19 رمضان المبارك 1394 هجرية – 1353/7/14 هجرية شمسية
(وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِی كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللهَ وَ اجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى اللهُ وَ مِنْهُم مَّنْ حَقَّتْ عَلَیْهِ الضَّلالَةُ فَسِیرُوا فِی الأَرْضِ فَانظُرُوا كَیْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِینَ) (النحل/ 36)
تحدثنا في الجلسات السابقة عن هدف الأنبياء وذكرنا أنه يتلخّص في إقامة المجتمع التوحيدي والنظام التوحيدي وهدم نظام الشرك الجاهلي وقيادة نهضة عظيمة في المجتمع. ونتناول في هذه الجلسة نقطة البدء في حركة الأنبياء. من الطبيعي أن تتضح نقطة البدء في كل مشروع عملي للفرد أو للجماعة، فالمنطلق مهم لنجاح العمل إذا كان ذلك المنطلق صحيحًا، وإن كان خاطئًا فلا يتحقق الهدف المطلوب.
واتضاح نقطة البداية في عمل الأنبياء يشكل درسًا للسائرين على طريقهم، كما يبين أساس مدرستهم وروحها ولبّها. والملاحظ أن الأنبياء لم يبدأوا عملهم بمجاملة واقع مجتمعهم، لم يعلنوا أهدافًا فرعية لينتقلوا بعدها إلى إعلان أهدافهم الأساسية، بل بدأوا بإعلان هدفهم الأساس بكل صراحة ووضوح. فما هو هذا الهدف؟ إنه «التوحيد».
التوحيد كما ذكرنا يختزل كل مدرسة الأنبياء (عليهم السلام). التوحيد ومعرفة الله مبعث تكامل الإنسان وسموّ روحه. مشروع التوحيد يعني كذلك إقامة المجتمع الذي يسوده النظام الإلهي: النظام العادل، والنظام الخالي من التمييز الطبقي والاستثمار والظلم. وفي ظل هذا المجتمع يتوفر الجوّ اللازم ــ كما ذكرنا ــ لتكامل الكائن البشري ونموّه. إنه المجتمع الذي لا إله فيه إلاّ الله، ولا لأحد حقّ أن يدعو الناس لإطاعته، حتى النبي الحامل لرسالة السماء ليس له حق مثل هذه الدعوة: (وَإِذْ قَالَ اللهُ یَا عِیسَى ابْنَ مَرْیَمَ أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِی وَ أُمِّیَ إِلَهَیْنِ مِن دُونِ اللهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا یَكُونُ لِی أَنْ أَقُولَ مَا لَیْسَ لِی بِحَقٍّ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِی نَفْسِی).(مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن یُؤْتِیَهُ اللهُ الْكِتَابَ وَ الْحُكْمَ وَ النُّبُوَّةَ ثُمَّ یَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِّی مِن دُونِ اللهِ وَ لَكِن كُونُوا رَبَّانِیِّینَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَ بِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ). وإذا كان النبي لا يحقّ له أن يستعبد الناس ويخضعهم إلى أوامره بشكل مطلق فما بالك بغيره من الطواغيت الذين سيطروا على مقدرات البشرية على مرّ التاريخ؟! التوحيد يرفض ذلك تمامًا، هذا هو معنى التوحيد، ومن لم يفهم التوحيد بهذه الصورة فهو إما أن يكون قاصرًا في مطالعاته أو في فهمه، فهذه من واضحات القرآن الكريم. ذكرت باختصار من قبل في مبحث التوحيد أن النبي حين يعلن في مجتمعه أن «لا إله إلا الله» فإن جميع أفراد المجتمع يعرفون ماذا يعني هذا الشعار، الموالين منهم والمعادين.
منذ اليوم الأول حين نزل النبي، بعد هبوط الوحي عليه، من غار حراء وأعلن نداء التوحيد، ظهرت الجبهة المعارضة المعادية كما ظهرت الجبهة الموالية.
أنا اليوم أبذل جهدًا لتوضيح مفهوم التوحيد، وأنه رفض كل قدرة غير قدرة الله، لكن أبا لهب والوليد بن المغيرة المخزومي وأبا جهل وغيرهم من سراة قريش أدركوا محتوى هذا المفهوم، فهموا أن نداء «لا إله إلا الله» ليس مسألة عقائدية فحسب، بل هو أيضًا قضية اجتماعية، يعني زوال مكانة أمية بن خلف والوليد بن المغيرة والعاص بن وائل. فهموا ذلك منذ اللحظات الأولى، لذلك هبّوا للمعارضة ومناصبة العداء. لم يكن هؤلاء ينطلقون في عدائهم من التزامهم بدينهم الجاهلي أو من تقديسهم لأصنامهم، وإن ادّعوا ذلك فهم كاذبون. مشكلتهم الأساسية مع النبي المبعوث هي مشكلة اجتماعية. لقد رأوا في نداء التوحيد هدمًا لعروشهم، وفهموا أن مجتمع التوحيد يعني رفض الظلم، ويعني هدم صرح نظام التمييز الاجتماعي والطبقي، ولذلك تصدوا لمعارضته كما تصدى من قبلهم فرعون ونمرود، وكما تصدى زعماء بني إسرائيل لدعوة عيسى، وكما عارض عاد وثمود أنبياءهم.
الأنبياء يعلنون منذ البداية أهدافهم النهائية، لا كما تفعله المذاهب الوضعية التي تخفي أهدافها النهائية، وتُلهي الناس بآمال واهية، ثم يتبين بعد ذلك أن هدفها النهائي هو تحقيق مآرب أخرى. الأنبياء يقولونها منذ اليوم الأول إن هدفهم إنزال المستكبرين من صياصيهم، ورفع المستضعفين من حالتهم.
ومن عطاء هذا الإعلان عن الهدف النهائي هو أن المؤمنين بهذا الدين سيختارون طريقهم عن وعي وبصيرة، سيختارون الطريق وهم يعرفون إلى أين يتجهون وإلى أي هدف هم ذاهبون. وبذلك تزداد همتهم وترتفع قدرتهم على تحمل المصاعب والأخطار، ويعلمون أنهم يسيرون على طريق ذات الشوكة. وهذه حالة طبيعية للسائرين نحو المثل الأعلى الكبير والمتجهين نحو معشوقهم. وكلما كان الهدف أوضح وأكبر تكون القدرة على تحمل مشاق الطريق أكثر.
هذه الصور الرائعة من التضحيات التي قدمها السائرون على طريق الرسالة، إنما هي بسبب ما تحلّوا به من بصيرة. هؤلاء الشباب الذين تحرروا مما ينشدّ إليه أمثالهم، وهجروا الأهل والبيت والراحة إنما كانوا يتجهون نحو هدف هم به عالمون وله عاشقون. البصيرة كانت وراء ما قدمه الزوجان ياسر وسمية من تضحيات وما تحملوه من مشاق.
لقد قرأت قبل أيام كتاب «الوعد الحق» لطه حسين وفيه عرض لما تحمّله الرعيل الأول من المسلمين في سبيل عقيدتهم ورسالتهم. وقد ترجم هذا الكتاب الأستاذ أحمد آرام، وأدعوكم لقراءته.
نعم البصيرة والوعي مقدمة لازمة للدين. هذه هي حقيقة الدين الإلهي، خلافًا لما عليه مجتمعاتنا الإسلامية اليوم. الدين في مجتمعاتنا يعني إلغاء البصيرة والوعي. هذا ما ترسخ في ذهن المتدينين وغير المتدينين. كلا الفريقين يحسبان أن الدين يعني سدّ منافذ الفهم.
المتدينون يؤمنون بأن أصول الدين لا يمكن أن تكون عن تقليد، ولكن الويل لمن يجرؤ على أن يتجاوز التقليد!! لقد عرفنا أن فروع الدين يجب الرجوع فيها إلى متخصص لا إلى العقل فخلنا أن كل الدين على هذا النحو. الدين أساسًا مقرون بالوعي والبصيرة. وإذا كنت تقبل الدين دونما إيمان قلبي فإن الدين لا يقبلك، لأن الدين يعير أهمية للوعي وللبصيرة، ويدعو إلى أن يكون التوجه نحو الله منذ البداية توجهًا واعيًا، ومن هنا فإن الأنبياء يعلنون هدفهم النهائي منذ الوهلة الأولى للدعوة.
وثمة نتيجة أخرى يمكن أن نفهمها في هذا المجال وهي أن السائرين على طريق الأنبياء، وهم ورثة الأنبياء سواء العلماء الذين ورد في الأثر أنهم ورثة الأنبياء، أو سائر السائرين على طريق إبراهيم وموسى وعيسى ومحمد (عليهم أفضل الصلاة والسلام).. هؤلاء السائرون بأجمعهم يجب أن يعرفوا من أين يبدأون في مسيرتهم الإلهية.. من التوحيد.. من نقطة البدء التي شرع منها الأنبياء. وإذا لم نكن قادرين على أن نستنهض البشرية على المستوى العالمي في إطار التوحيد، فلنعلن على الأقل في آفاق العالم أن هدف الأنبياء ومقصدهم هو هذا الاستنهاض.
لماذا لا يكون منطلق الخطاب الديني هو التوحيد بدل الانشغال بمسائل فرعية من الدرجة الثانية والثالثة؟!
دعاة الدين وعلماء الدين طبعًا لهم مكانتهم وأهميتهم في بيان حقائق الدين وأحكامه، وبدونهم سيكون وضعنا أفظع مما عليه الآن، بعضهم يفهم ما عليه من واجب ويفهم من أين يبدأ في خطابه الديني، ولكن بعضهم الآخر لا يبدأون من حيث بدأ الأنبياء، يطرحون مسائل من الدرجة التاسعة والعاشرة ويحسبون أنها أهم من مسألة التوحيد، ومن القرآن، وأصول الدين والمعارف الإسلامية السامية.
وفي السيرة يلتقطون المسائل ذات الدرجة الرابعة والخامسة في الأهمية من حياة رسول الله (عليه الصلاة والسلام).
على سبيل المثال ثمة رواية تذكر أن الرسول كان يرى مَنْ خلفه كما يرى مَن أمامه. والشيخ الصدوق يعلّق على هذا الخبر بأنه يعني فطنة النبي وكياسته ووعيه على مَن حوله. هذا تعليق الصدوق محمد بن علي بن بابويه القمي صاحب عشرات المؤلفات القيّمة المهمة. لكن هناك من يأخذ هذه الرواية على ظاهرها ويورد الآراء المختلفة للمـحدثين بشأنها، لكنه لا يتعرض أصلًا لهدف النبوة وللمجتمع الذي أقامه النبي، والحكومة التي أسسها، وما مارسه من تغيير اجتماعي.
العالم الإسلامي اليوم بحاجة ماسة إلى طرح مثل هذه المسائل العملية الحساسة. مريضنا اليوم في حالة احتضار، فلا يجوز التأخير في المعالجة. دعوا المسائل الكلامية ذات الأهمية من الدرجة الثانية والثالثة والرابعة ليومٍ نفرغ فيه من مسائلنا الأساسية. نعيد الكلام بأن نقطة البدء في دعوة الأنبياء هي التوحيد. ونورد في هذا المجال بعض الآيات ونبدأ بآية من سورة النحل:
(وَ لَقَدْ بَعَثْنَا فِی كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللهَ وَ اجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ) هذا هو أول إعلان الأنبياء. والطاغوت هو مَنْ وضع نفسه مكان الله، وتصدى لمواجهة أوامر الله أيًا كان. وقد يكون الطاغوت هو أنت: «أعدى عدوّك نفسُك التي بين جنبيك». قد يكون الأهواء والمشتهيات. قد يكون طاغوت الإنسان هو استعلاؤه، وقد يكون تكبّره. وقد يكون قوى خارج الإنسان. على أي حال جاء الأنبياء ليقولوا: الله لا الطاغوت.. اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت.
(فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى اللهُ وَ مِنْهُم مَّنْ حَقَّتْ عَلَیْهِ الضَّلالَةُ فَسِیرُوا فِی الأَرْضِ فَانظُرُوا كَیْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِینَ) انظروا إلى حضارتهم المنهارة، وبلدانهم الخربة. انظروا إلى خرائب بابل وآشور وكلدة، وإلى مخلفات الفراعنة، انظروا كيف أصبحوا وكأنهم لم يكونوا. هذه سنّة الله في الكون بشأن كل أمة تنحرف عن طريق عبودية الله. لقد كانت هذه السنّة تتحقق في الأمم الماضية بإنزال العذاب والإبادة الفورية بالطوفان والزلزال، غير أن هذه السنة باقية إلى آخر الدهر. فالفناء حتمي لكل أمة لا تسير وفق الدين الإلهي. ولا يعني هذا أن أفرادها يهلكون ويموتون، بل إن الإبادة ستلحق بهويتهم الوطنية. سيذوبون في الهويات الأخرى. أين هوية آشور ومعين وبابل؟ أين ما شادوه من حضارة؟ لا شيء: (فَانظُرُوا كَیْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِینَ).
وفي سورة الأعراف ذكر الأنبياء واحدًا واحدًا في سياق منطلق دعوتهم، تبدأ أولًا بنوح: (لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ یَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَیْرُهُ إِنِّیَ أَخَافُ عَلَیْكُمْ عَذَابَ یَوْمٍ عَظِیمٍ) ثم تذكر الآيات التالية إعراض هؤلاء القوم وما نالهم من عذاب.
وهكذا النبي هود: (وَ إِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ یَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَیْرُهُ).
واستطرادًا نشير إلى أن بعض دراسات علم الاجتماع تذهب إلى أن التوحيد يشكل مرحلة من مراحل تطور البشرية، إذ كان في البدء الشرك، ثم تكاملت المجتمعات لتصل إلى فكرة التوحيد. وهذا الكلام لا يقوم على أساس فالتوحيد كان موجودًا منذ فجر تاريخ البشرية.
وأمام دعوة هود ظهرت جبهة المكذبين: (قَالَ الْمَلَأُ الَّذِینَ كَفَرُوا مِن قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِی سَفَاهَةٍ وَ إِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الْكَاذِبِینَ) وهذه هي التهمة التي توجه إلى دعاة الحق في كل زمان. ويجيبهم هود:
(یَا قَوْمِ لَیْسَ بِی سَفَاهَةٌ وَ لَكِنِّی رَسُولٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِینَ # أُبَلِّغُكُمْ رِسَالاتِ رَبِّی وَ أَنَا لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِینٌ) فأنا لا أريد لكم إلاّ الخير والكمال والرقيّ حين أدعوكم إلى التوحيد.
(أَوَعَجِبْتُمْ أَن جَاءَكُمْ ذِكْرٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَلَى رَجُلٍ مِّنكُمْ لِیُنذِرَكُمْ) جاءكم الذِكرُ على رجل منكم، يلبس مما تلبسون ويأكل مما تأكلون. فهل في ذلك عجب؟!
(وَاذكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِن بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ وَ زَادَكُمْ فِی الْخَلْقِ بَسْطَةً فَاذْكُرُوا آلاءَ اللهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) استخلفكم بعد قوم نوح، ومنحكم قوة وقدرة في خلقكم وأجسامكم. فلا تنسوا نعمة الله عليكم.
(قَالُوا أَجِئْتَنَا لِنَعْبُدَ اللهَ وَحْدَهُ وَ نَذَرَ مَا كَانَ یَعْبُدُ آبَاؤُنَا) لقد فهمت القوى المضادة فورًا ما معنى (یَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَیْرُهُ) فواجهت النبي بالتمسك بما كان عليه الآباء، وبالتشكيك في الدعوة: (فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِینَ).
(قَالَ قَدْ وَقَعَ عَلَیْكُم مِّن رَّبِّكُمْ رِجْسٌ وَ غَضَبٌ أَتُجَادِلُونَنِی فِی أَسْمَاءٍ سَمَّیْتُمُوهَا أَنتُمْ وَ آبَآؤُكُم مَّا نَزَّلَ اللهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ) لقد حق عليهم العذاب بسبب إصرارهم على التمسك بما ألف عليه الأباء، وبسبب هذا الذي صنعتموه أنتم وآباؤكم من آلهة منحتموها القوة والقدرة، مما لم ينزّل الله بها من سلطان. والسلطان هو القوة أو الحجّة والدليل والبرهان. بمعنى القوة فإن الله لم يمنح هذه الآلهة قوة وقدرة. وبمعنى الدليل والبرهان فالمعنى أن الله لم يمنح أي دليل وبرهان على صحّة هذه الآلهة. فلماذا تضعونها إلى جانب الله؟!
(فَانتَظِرُوا إِنِّی مَعَكُم مِّنَ الْمُنتَظِرِینَ) لنزول عذاب الله.
والحمد لله رب العالمين