20 رمضان المبارك 1394 هجرية – 1353/7/15 هجرية شمسية
(وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِیٍّ عَدُوًّا شَیَاطِینَ الإِنسِ وَالْجِنِّ یُوحِی بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا یَفْتَرُونَ # وَلِتَصْغَى إِلَیْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِینَ لَا یُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ وَلِیَرْضَوْهُ وَلِیَقْتَرِفُوا مَا هُم مُّقْتَرِفُونَ)
(الأنعام/ 112-113)
ذكرنا أن النبوة نهضة اجتماعية وقلنا أن من مبادئ هذه النهضة: رفض التمييز الطبقي الاجتماعي، أي رفض تقسيم المجتمع إلى طبقة الضعفاء والعبيد والفقراء والمحرومين من جهة، وطبقة المقتدرين والمتغطرسين والمتنعمين من جهة أخرى. فلا وجود لهذا التقسيم في المجتمع الذي تدعو إليه النبوة.
ليس في قاموس الإسلام، بل في الأديان الإلهية أجمع أن لا يستطيع إنسان بسبب ضعفه أن يأخذ حقه. ذلك ما ليس له مكانة في إطار الحكومة الإسلامية والجهاز التوحيدي والإلهي: «لن تقدّس أمة لا يؤخذ فيها للضعيف حقّه غير مُتَعتع» أي بدون تلعثم، أي بدون خجل وبدون الشعور بالدونية. جميع أفراد المجتمع أعضاء جسد واحد دونما تمييز. الحاكم الإسلامي مثل أمير المؤمنين (عليه السلام) في المجتمع الإسلامي له من الحق والحقوق ما لأيّ فرد من أفراد المجتمع.
أكبر مسؤول في الدولة لا يستطيع في المجتمع الإسلامي أن يحيد عن القانون مستغلًا بذلك سلطته، حتى في الفترة التي أُقصي فيها أمير المؤمنين علي (عليه السلام)، وابتعدت الخلافة ــ في اعتقادنا ــ عن محورها الإلهي الأصيل.. حتى في تلك الفترة يأتي رجل من مصر يشكو إلى الخليفة اعتداء ابن والي مصر آنذاك عمر بن العاص عليه. نعم ابن الوالي لا الوالي نفسه. فيكتب الخليفة إلى الوالي أن يَقْدِمَ هو وابنه إلى المدينة. وحين سأل الخليفة ابن الوالي عن سبب ما فعله بالرجل، قال ابن الوالي: وأين شاهدُه؟ قال له الخليفة: كفاه شاهدًا أنه جاء من مصر إلى المدينة ليرفع شكواه. ومِنْ أينَ له أن يأتي بالشاهد وأنت ضربته في مكان ليس فيه شاهد؟! فأمر الخليفة بجلد الابن ثم أمر بجلد الأب، فرفع عمر بن العاص صوته: لماذا أنا؟ تقولون إن ابني هو الذي ضرب الرجل. فقيل له: إن ابنك استقوى بك، لو لم يكن مدعومًا بمنصبك ما فعل ذلك.. اجلدوه!!
تُرى في هذا المجتمع الذي يدعو إليه الأنبياء من الذي سيهبّ لمعارضة النبي؟! مجتمع النبوة يدعو إلى توزيع الثروة بعدالة: «ما رأيت نعمة موفورة إلا وبجانبها حق مضيّع». «راك فلر» استطاع أن يبلغ بثروته الأسطورية هذا الحدّ لأنه سلب حقوق الآخرين. لو كانت هناك عدالة في التوزيع لما بلغ هذا وأمثاله هذه الدرجة من الثروة.
هذا المجتمع خطوطه الأساسية سيادة العلم والعدل والمساواة ورفض التمييز الاجتماعي والاستغلال وسوء توزيع الثروة والاستبداد، والالتزام بالحق والحقيقة.
حين يأتي النبي إلى المجتمع الجاهلي، ليدعو إلى مجتمع جديد بالخصائص المذكورة، من الطبيعي أن يقف أمامه من يعتاشون على التمييز الطبقي والذين يرون أنفسهم في طبقة عليا والآخرين في طبقة أدنى. يخشون أن يجعلهم الدين الإلهي متساوين مع سائر أفراد المجتمع، يجعل الأشراف في مستوى العبيد لا فرق بين السيد والمسود. هذه فئة من المعارضين.
والفئة الأخرى هي التي تكدس الثروات وتمتص دماء الآخرين وتحتكر التجارة وسائر النشاطات الاقتصادية وتأكل الربا.
وثمة مجموعة أخرى ستعارض وهي فئة الحكام المستبدين لأن «لا إله إلا الله» سوف تجعل «الله» على رأس هرم المجتمع لا فرعون وهامان، ولا نمرود وشداد، ولا معاوية وغيرهم من القوى المستبدة في التاريخ. وهذه فئة أخرى من المعارضين.
والفئة الأخرى من المعارضين هم الأحبار والرهبان. هؤلاء الذين يتعاملون مع الأفكار ويلقنون الناس التعاليم التي تحفظ مكانتهم، إذ لو كانت أفكار الناس وتعاليمهم صحيحة وواعية لما استطاع هؤلاء الرهبان والأحبار أن يحافظوا على مكانتهم وقيادتهم الروحية وما يتبعها من مكاسب مادية.
كانت المواجهة الأولى لعيسى بن مريم مع الرهبان والأحبار. أحبار اليهود هبّوا لمعارضة عيسى مع أنهم كانوا على معرفة بهذا النبي.
وفي عصر ظهور الإسلام، مَنْ هؤلاء الذين عارضوا الدعوة النبوية؟ واضح أنهم أولئك الذين لا يبقى لهم مجال خداع الناس، لا يبقى لأمثال كعب الأحبار وعبدالله بن سلام مجال لنشر الخرافات والأكاذيب.
لذلك فإنهم يرون في الدعوة النبوية نهاية لمكانتهم الدينية الزائفة ومكانة القوى السياسية المؤتلفة معهم، فالمجتمع النبوي يقوم على أساس الوعي والعلم واليقظة والحرية الفكرية.. هذا هو المجتمع الإلهي التوحيدي.
وبشأن ائتلاف القوى الدينية المنحرفة مع قوى السلطة لدينا رسالة من الإمام علي بن الحسين السجاد إلى محمد بن شهاب الزهري (وهو نفسه محمد بن مسلم، ومسلم أبوه، وشهاب جدّ والده)، توضّح أن مثل هذا الائتلاف يؤدي إلى تضييع حقوق الناس، جاء فيها: «واعلم أن أدنى ما كتمتَ وأخفَّ ما احتملت أن آنستَ وحشةَ الظالم وسهّلت له طريق الغيّ بدنوّك منه حين دَنوت، وإجابتك له حين دُعيت». والرسالة طويلة منقولة بأجمعها في كتاب «تحف العقول».
على أي حال، إحدى المجموعات التي تُرى مذعورة من بعثة النبي زعماء الدين الخرافي، وهؤلاء موجودون في كل زمان ومكان. كانوا في زمن إبراهيم(ع) قد حثّوا نمرود على مواجهة هذا النبي وإلقائه في النار، وهؤلاء في زمن موسى(ع) وقفوا إلى جانب فرعون وأغروه بأن كهانتهم ستبطل سحر موسى!! وفي زمن نبينا(ص) أخذوا في إثارة الإرجاف والتشكيك مما جرّ إلى واقعة مباهلة نصارى نجران.
من الطبيعي أن تلقى دعوة الأنبياء إقبالًا من كل إنسان في المجتمع لانسجامها مع فطرتهم وعقولهم، خاصة وأن الخطاب النبوي يمتاز بالوضوح والبعد عن التعقيد، لكن هذا الإقبال يتعارض مع مصالح الفئة التي تعيش على دفء جهل الناس وخرافاتهم، لذلك يقفون بوجه الدعوة، وهؤلاء هم الذين ورد ذكرهم في القرآن ضمن سياق الحديث عن الأحبار والرهبان. إذ لا يمكن أن يحتفظوا بمكانتهم في مجتمع شعّ عليه وعي الدعوة النبوية، وتحلّى بالنموّ الفكري وبالعلم والمعرفة.
إلى هنا تحدثنا عن طبيعة المجتمع الذي يشعّ فيه نور النبوة. وذكرنا الفئات الأربع التي تعارض هذا التحول في المجتمع. فهي الفئة التي يهمّها وجود النظام الطبقي حيث الأشراف والعبيد، لأنها ستواجه دعوة إلى حظر التمييز الطبقي وإلى المساواة بين الطبقات العليا والسفلى، وهكذا الفئة التي تكدس الثروات وتحتكر النشاط الاقتصادي، لأنها ستواجه دعوة إلى منع تسلّط فئة على فئة بعامل الثروة، كما أنها أيضًا فئة المستبدين الذين يمتلكون زمام القدرة المطلقة، أي هم الذين يسميهم المرحوم الميرزا النائيني في كتابه «تنبيه الأمة وتنزيه الملّة» بأنهم يفعلون ما يشاؤون ويحكمون كيف يريدون.
وأيضًا فئة سدنة الدين المزيّف، الذين يتسمّون بالأحبار والرهبان.
هذه الفئات التي ذكرناها وشخصناها بتحليل ذهني ورد ذكرها في القرآن الكريم.
الفئة التي تعيش في كنف الرؤساء والذين بيدهم زمام القدرة والسيطرة ذكرهم القرآن باسم «الملأ». والملأ من مَلأَ: أي يملأون العيون. أي الذين يشعر الناس أمامهم بالضعف والهوان.
مَثَلُهم في المجتمع الجاهلي الفرعوني مثلُ هامان:
(وَقَالَ فِرْعَوْنُ یَا هَامَانُ ابْنِ لِی صَرْحًا). هامان قزم حوّله فرعون إلى رجل كبير، إنه ذبابة جعل منها فرعون نسرًا. ومَثَلهم في دائرة معاوية كمثل المغيرة بن شعبة وزياد بن أبيه، هؤلاء من الملأ الذين زينوا لمعاوية أعماله، وصوروا له أن الدنيا طوع يديه، وكل الناس له منصاعون.
وعبّر القرآن عن طبقة الأشراف بالمترفين، وهم الذين أبطرتهم النعمة وسعة العيش. وهؤلاء أول من يعارض الدعوة النبوية.
وسدنة الأفكار المنحرفة هم الذين ذكرهم القرآن الكريم في قوله سبحانه:(إِنَّ كَثِیرًا مِّنَ الأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ…).
وقد يكون «الطاغوت» يعني فيما يعني القوة المستبدة في المجتمع. والطاغوت كلمة عامة من الطغيان، وهي كل قوة تطغى أمام الله سبحانه، وقد تكون نَفْسُ الإنسان طاغوته، وفي الحديث:«أعدى عدوك نفسك التي بين جنبيك». وقد يكون الطاغوت هَوَى الإنسان، وقد يكون زوج الإنسان وأبناءه. غير أن ما ورد في القرآن الكريم بشأن المكانة الفاعلة المؤثرة للطاغوت في المجتمع يدل على أنه أكبر منصب في النظام الجاهلي: (الَّذِینَ آمَنُوا یُقَاتِلُونَ فِی سَبِیلِ اللهِ وَالَّذِینَ كَفَرُوا یُقَاتِلُونَ فِی سَبِیلِ الطَّاغُوتِ) وفي موضع آخر يقول سبحانه: (اللهُ وَلِیُّ الَّذِینَ آمَنُوا یُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِینَ كَفَرُوا أَوْلِیَآؤُهُمُ الطَّاغُوتُ یُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ). هذه وغيرها من الآيات يمكن أن نفهم منها أن الطاغوت هو القوة الاستبدادية المسيطرة.
هذه الفئات الأربع هي فئات معارضة للأنبياء في تاريخ النبوّة. أينما انبثقت دعوة للالتزام بأنبياء الله وكتبه، تهبّ هذه الفئات متزامنة أو متعاقبة لمواجهة الدعوة، وهذا ما تؤكد عليه الآيات الكريمة التي نقف عندها:
(وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نِبِیٍّ عَدُوًّا شَیَاطِینَ الإِنسِ وَالْجِنِّ) و«كذلك» تعني أن ما تواجهه من عداء يا محمد هو ما واجهه قبلك من الأنبياء، إذ عاداهم شياطين الإنس والجنّ، أي مَرَدة الإنس والجنّ. والشيطان كما ذكرنا من قبل هو القوة الشرّيرة خارج وجود الإنسان. ومن نوعه إبليس الذي تمرّد وأبى السجود لآدم. والشياطين كثيرون، لكن اللعنة تتوجه عادة إلى إبليس، مع أن هناك من الشياطين من هم أساتذة إبليس في الشرارة!!
(یُوحِی بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا) هؤلاء يُلهِمُ بعضهم البعض الآخر. أحيانًا طبقة الأحبار والرهبان يوحون إلى طبقة الملأ، وأحيانًا طبقة الملأ توحي إلى فئة الأحبار والرهبان، وأحيانًا المترفون يوحون للفئتين، وغالبًا ما تستلهم هذه الفئات الثلاث من الطاغوت.
(زُخْرُفَ الْقَوْلِ) الأحاديث المزيفة والأباطيل الخادعة. وسأتحدث عن هذه الأحاديث المزيفة عندما نتناول موضوع النبوة. فرعون يدعي أنه يريد أن يقتل موسى ليحافظ على دين الناس!! (ذَرُونِی أَقْتُلْ مُوسَى وَلْیَدْعُ رَبَّهُ إِنِّی أَخَافُ أَن یُبَدِّلَ دِینَكُمْ أَوْ أَن یُظْهِرَ فِی الْأَرْضِ الْفَسَادَ) هذا هو زخرف القول. يخاف فرعون أن يخرّب موسى دين الناس ويفسد في الأرض!!
يقول ذلك عن غرور، أي لخداع الناس وتجهيلهم.
(وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ) هكذا شاء الله أن يعلن هؤلاء عداءهم كي يتبين المؤمن من غير المؤمن. وهي سنّة الابتلاء في هذه الدنيا، (فَذَرْهُمْ وَمَا یَفْتَرُونَ) فاتركهم وافتراءاتهم، فإنهم لن يضرّوك شيئًا، فلا تحزن ولا تتوان في مسيرتك.
(وَلِتَصْغَى إِلَیْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِینَ لَا یُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ وَلِیَرْضَوْهُ وَلِیَقْتَرِفُوا مَا هُم مُّقْتَرِفُونَ). هذا الزخرف من القول وهذا الغرور والخداع لا يؤثر إلاّ في قلوب المنحرفين الذين لا يؤمنون بالآخرة، إذ تجد هذه القلوب في هذا الزخرف ما يرضيها، وليستطيع هؤلاء المنحرفون أن يرتكبوا من الآثام ما يريدون.
وفي سورة المؤمن (غافر) نقرأ هذه الآيات: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآیَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُّبِینٍ) بالآيات والمعجزات الواضحات. بالمنطق القوي، وبعصاه ويده البيضاء. وهي دلائل يجب أن يتقبلها كل إنسان. إلى مَنْ أرسل الله موسى؟
(إِلَى فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَقَارُونَ فَقَالُوا سَاحِرٌ كَذَّابٌ) إلى فرعون وإلى هامان وزير فرعون، وإلى قارون صاحب الكنوز والأموال. لم يكن قارون صاحب سلطة، لكن النبي أُرسل لمحاربته كما يحارب فرعون وهامان. وجريمته أنه كدّس الثروات العامة وحبسها عمّن يحتاجها.
فرعون رأس السلطة وينتمي إلى طبقة معينة وهامان ينتمي إلى طبقة أخرى، وقارون لا علاقة له بهما، كان يكنز الأموال لا غير، لكن جواب الثلاثة واحد وهو أن موسى ساحر في معجزاته كذّاب في دعوته!!
(فَلَمَّا جَاءَهُم بِالْحَقِّ مِنْ عِندِنَا) وحين واجه موسى هؤلاء المعارضين بالحقيقة، لم يرضخوا لها ولم يسكتوا أمامها، بل واجهوه بموقف أعنف: (قَالُوا اقْتُلُوا أَبْنَاءَ الَّذِینَ آمَنُوا مَعَهُ وَ اسْتَحْیُوا نِسَاءَهُمْ) اقتلوا شبابهم الذين اتبعوا موسى وآمنوا به، اقتلوا هؤلاء الذين آمنوا بهذا الفكر الجديد الإحيائي، كي لا يهدّدوا مستقبلنا ولكي لا تنقدح منهم شرارة تبعث على النهوض. أما النساء فاستبقوها حيّة، ربّما لكي تختلط الأنساب، أو لإشباع الشهوات، أو للخدمة والسخرة.
(وَمَا كَیْدُ الْكَافِرِینَ إِلَّا فِی ضَلَالٍ) كل هذه الدسائس التي يديرها الكافرون لا تحقق هدفها. إنها مثل سهم يوجه نحو هدف، ثم تهبّ عليه عاصفة تبعده عن هدفه. إن عاصفة السنن الإلهية ستجعل كيد الكافرين تضلّ الطريق.
كما تلاحظون، الآية تذكر طبقة فرعون وطبقة هامان وطبقة قارون وتذكر موقف موسى منهم وموقفهم من موسى، ثم تذكر نتيجة المواجهة.
وآية أخرى تذكر المترفين، وهي خاصة بطبقة قارون:
(وَمَا أَرْسَلْنَا فِی قَرْیَةٍ مِّن نَّذِیرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُم بِهِ كَافِرُونَ) وما هو دليلهم على إنكار الرسالة؟:
(وَقَالُوا نَحْنُ أَكْثَرُ أَموَالًا وَأَوْلَادًا وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِین) انظروا إلى السطحية والغرور في الاستدلال.
وأية أخرى في سورة التوبة ضمن هذا السياق ترتبط بطبقة الأحبار والرهبان. يقول سبحانه: (یَا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا إِنَّ كَثِیرًا مِّنَ الأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَیَأْكُلُونَ أَموَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ)بدون استحقاق. (وَیَصُدُّونَ عَن سَبِیلِ اللهِ) لا يكتفون بأكل أموال الناس بل أيضًا يصدونهم عن سبيل الله.
ثم تأتي الآية على جماعة المترفين وأصحاب الثروات الطائلة:
(وَالَّذِینَ یَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَ الْفِضَّةَ وَ لَا یُنفِقُونَهَا فِی سَبِیلِ اللهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِیمٍ).
وفي هذه الآية أيضًا وفي آيات أخرى نرى ذكرًا لهذه الفئات الأربع وعدائها لدعوة الأنبياء.
والحمد لله رب العالمين.