23 رمضان المبارك 1394 هجرية – 1353/7/18 هجرية شمسية
(إِنَّ الَّذِینَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَموَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِی سَبِیلِ اللهِ وَالَّذِینَ آوَوا وَّنَصَرُوا أُوْلَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِیَاءُ بَعْضٍ وَالَّذِینَ آمَنُوا وَلَمْ یُهَاجِرُوا مَا لَكُم مِّن وَلَایَتِهِم مِّن شَیْءٍ حَتَّى یُهَاجِرُوا وَ إِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِی الدِّینِ فَعَلَیْكُمُ النَّصْرُ إِلَّا عَلَى قَوْمٍ بَیْنَكُمْ وَبَیْنَهُم مِّیثَاقٌ وَاللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِیرٌ)
(الأنفال/ 72)
ثمة مسألة لابد من تناولها في مباحث النبوة كي تتحول هذه المباحث إلى حالة عملية. وهذه المسألة في الواقع ضمان لكي تتحول أحاديثنا السابقة إلى مشروع عملي في الحياة. وما هي هذه المسألة؟ إنها الالتزامات التي تترتب على شهادة «أن محمدًا رسول الله».
ثمة أمور يقرّ بها الإنسان دون أن يترتب عليها التزام عملي، كأن تعتقد أن زهرة النرجس أطيب رائحة من زهرة القرنفل، أو العكس، هذا الاعتقاد لا يستتبعه التزام عملي، وكأن يشهد المسيحي بأن بابا الفاتيكان هو فلان أو فلان، هذا لا يؤثر في حياة الشخص ولا يلزمه أية مسؤولية عملية.
ولكن حين نقول في تشهدنا «أشهد أن محمدًا رسولُ الله» ويرفع هذا الصوت في المآذن يوميًا مرات، ألا يلقي ذلك مسؤولية والتزامًا على عاتق المؤمنين بهذه الشهادة؟
الجواب: بلى، إنها مسؤولية مواصلة طريق النبي، إن الشهادة بنبوّة محمد بكلماتها القليلة، تستتبعها مسؤولية ثقيلة.
هناك من يخال أن ترديد عبارة الشهادة بأن محمدًا رسول الله باللسان يكفي للخروج من دائرة عذاب الله ووقوعه في دائرة الرحمة، ثم كلما أدّى الواجبات يقترب من معدن الرحمة، وإن لم يؤدّها فهو، على أي حال، في منطقة الرحمة!! هكذا يخال بعضهم.
حصيلة هذا التفكير هو اكتفاء كثيرين بأنهم مسلمون بالجنسية لا أكثر. وهذا خطأ غير مقبول. الإيمان بالنبي يستتبعه التزامات، وكلما كان التقيد بهذه الالتزامات أكثر كان الإيمان أصح. إذا نطق الإنسان بشهادة نبوة محمد(ص) بلسانه، أو حتى آمن بها في قلبه، ولم يلتزم بالمسؤوليات التي تستتبع هذه الشهادة، فهو ليس بمؤمن واقعي، وإن كان هذا الإنسان مؤمنًا على الظاهر. طبعًا من نطق بالشهادة فهو مسلم له ما للمسلمين وعليه ما على المسلمين، على القول المعروف، لكننا لسنا في صدد الحديث عن إسلام هذا الشخص أو عدم إسلامه، بل عن إيمان هذا الشخص أو عدم إيمانه. وفق معايير القرآن: المؤمن من التزم بالمسؤوليات التي يوجبها الإيمان بالنبوة.
ما هذه الالتزامات؟ إنها عملية الهدم والبناء التي مارسها رسول الله(ص). هل إن ما هدمه الرسول من نظام جاهلي ظالم باقٍ اليوم؟ وهل النظام الإنساني العادل الذي أقامه هو قائم اليوم؟ إذا كان الجواب بالنفي، فلابد من السعي لنقوم بما قام به النبي. إذا لم تكن لديّ القدرة على ذلك فلأقطع خطوة على هذا الطريق، ولأبحث عمّن يشاركني في هذه المهمة. إذا لم أستطع إكمال البناء فلأضع لبنات لتكون مقدمات للمشروع الكبير.
لابد من الالتزام بهذه المسؤولية، وإلاّ فإن شهادتي بالرسالة كاذبة سطحية. إنها تشبه شهادة المنافقين في قوله تعالى: (إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللهِ وَاللهُ یَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللهُ یَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِینَ لَكَاذِبُونَ). إنها شهادة باللسان، وقلوبهم تأبى ذلك.
الالتزام بالرسالة إقامة حياة بالشكل الذي أراده الإسلام. الرسول يستهدف صياغة عالم وفق المشروع الإسلامي. وإذا رأيتم أن البشرية في زمانكم هذا لا تعيش وفق الصورة التي رسمها رب العالمين: رأيتم أن الإنسانية محرومة من العيش في مجتمع إلهي: رأيتم أن المدارس الأرضية تتقاذف البشرية يمنة ويسرة، وأن الإسلام معزول في زاوية من القلوب والعقول، فإن مسؤوليتكم التي تترتب على الشهادة برسالة النبي تتطلب أن تسعوا إلى إقامة حياة بالشكل الذي أراده الإسلام، هذه مسؤولية شهادة النبوة والتزاماتها.
حين يأتي النبي إلى المجتمع الجاهلي يحدث الاصطفاف في هذا المجتمع في جبهتين، صف يتبع النبي ويهتدي بهداه، والآخر يأبى هذه الهداية. ولأُمثّل بقطار يتجه في منحدر نحو السقوط، يأتي النبي لوقاية هذا القطار من السقوط، بعض العربات تستمر في انحدارها وسقوطها، وبعضها تنجو بسبب وقاية هذا النبي. أي يحدث اختلاف بين هذه العربات فتكون على قسمين قسم قد نجا، وقسم آخر يتجه إلى هاوية الهلاك.
النبي يأتي إلى المجتمع الجاهلي ليحدث جبهة جديدة في هذا المجتمع، وهي جبهة المهتدين ومعهم النبي، والجبهة الأخرى هم الأعداء والمعارضون والمعاندون للنبي. يأتي في البداية وحيدًا. ثم ينضمّ إليه بالتدريج المهتدون ليكونوا صفًا مقابل صف الضالين وبهذا الشكل يحدث الاصطفاف.
ما هو هدف النبي؟ هدفه إنقاذ المجتمع وتوفير سعادته في هذه الدنيا وفي الآخرة. فريق يلتحق بالنبي، وفريق يعارضه. ثم هناك فريق آخر يرى أن الجبهة الإيمانية على حقَّ فيودّ أن يلتحق بها، لكنه يرى أنه إذا التحق بهذه الجبهة فإنه سيكون في مواجهة مع جبهة الباطل وسيتحمل تبعات هذه المواجهة ومشاكل هذه المواجهة. ماذا يفعل؟ يختار مكانة وسطًا بين الجبهتين، يحسبها أنها وقوف على التل وأنها مكانة السلامة والراحة!! تُرى هل سيدخل هذا الفريق الجنة مع أتباع النبي؟! مثل هؤلاء الأفراد رأيناهم في زمن الإمام علي(ع). والإمام يقول بشأن هؤلاء: «الساكت أخو الراضي ومن لم يكن معنا كان علينا»، أي الساكت أمام الباطل كالراضي به. والراضي بعمل قوم فهو منهم. هذا الساكت هوجزء من جبهة الباطل. ليس هناك سوى أن تكون مع جبهة الحق أو أن تكون في جبهة الباطل: «من لم يكن معنا كان علينا»، ليس هناك مكان آخر بين الصفين.
كان هناك في جيش الإمام علي(ع) من ترك جبهة الإمام علي في مواجهتها لجبهة معاوية، وغادر إلى مناطق الثغور كي لا يتورط ــ كما يدعي ــ في قتل المسلمين!! إنه في الواقع حبّ العافية والخلود إلى الراحة. إذ إن طبيعة الاصطفاف بين الجبهتين (جبهة عليّ وجبهة معاوية) كانت واضحة كل الوضوح بأنها مواجهة بين الحق والباطل. هؤلاء كانوا على معرفة بطبيعة المواجهة بين الجيشين، مع ذلك فقد تركوا جبهة الحق، ومن لم يكن مع الحق فإنه مع الباطل لا محالة.
المواجهة بين علي ومعاوية لم تكن من نوع تلك المواجهات التي تحدث بين الجبهات المتصارعة على مراكز القدرة والقوة والسيطرة. إنها مواجهة بين الحق والباطل بامتياز، ومن لم يكن مع الحق فهو مع الباطل، وإن لم يلتحق بجبهة الباطل، حتى وإن كان قد اختار موقعًا يحسب أنه بين الحق والباطل. إنه موقع طالبي العافية والمهزوزين.
مثل ذلك حدث مع الحسين بن علي(ع) حين دعا أحدهم ليلتحق بجيشه، فقال له يا ابن رسول الله هذا سيفي وهذا فرسي أقدمه لك، لكنه لم يشارك في جبهة الحسين. ولذلك فإن المعلقين على هذه الحادثة التاريخية يقولون عن ذلك الرجل: إنه لم يحظ بالسعادة. حقًا إنه أعرض عن سعادته.
نعم، إن الشهادة بالنبوة ترفض الجلوس على التل توقيًا لحدوث مشاكل وابتعادًا عن تحمّل الصعاب، لابدّ أن تقترن هذه الشهادة بموقف عملي يتناسب مع عمل النبي(ص): (یَا أَیُّهَا الَّذِینَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ # كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ).
لماذا أقول إني من أتباع النبي بينما أنا من أتباع أبي جهل؟! لماذا أقول أنا من أتباع علي وأنا من مدرسة معاوية؟!
ما الفرق بين خطاب علي وخطاب معاوية؟ تصوروا أن الخطابين قائمان في مجتمعنا اليوم. علي يدعو إلى تحمل المسؤوليات الجسيمة وعدم الخلود إلى البطر والاسترخاء والاستغراق في الملذات الشخصية، يدعو إلى نبذ السقوط في أوحال الفساد المالي والجنسي، وأن لا تأخذ الإنسان في الله لومة لائم، وعدم التبذير قرشًا واحدًا في بيت مال المسلمين. علي بهذه المواصفات من الشدّة والدقّة والانضباط، وفي مقابله خطاب معاوية الذي يدعو إلى الاستزادة من الملذات الهابطة، ويغدق الأموال الطائلة على أي شخص يقف في الجبهة المضادة لعلي ويمتدح معاوية.
طيب إلى أي واحد من الاتجاهين تذهبون؟ هل أنت مستعد في هذه البرهة التاريخية أن تقف إلى صفّ من يكلّفك جهدًا ومسؤولية وحركة؟ هل أنت مستعد للإعراض عمّن بيده الأموال والقدرة وسبل توفير الراحة ورغد العيش من أجل أن تقف مع صاحب المسير الأول؟ إذا كان لك ذلك الاستعداد فأنت محظوظ، ولو كنت في زمن علي لكنت من شيعته. أما لو كان قلبك يخفق لنيل الراحة ونِعَم العيش والتفاخر بما لا يرضي الله، فاعلم أنك لو كنت هناك لركبت فرسك ليلًا وخفية، وودّعت أهلك وقلت لهم: أنا بالشام في انتظاركم!! ثم يمّمت وجهك صوب الشام وتركت عليًا وحيدًا، كما فعلت بعض الوجوه البارزة يومذاك.
هناك من التابعين من عُرف بروايته عن فضائل الإمام أمير المؤمنين علي(ع) ومن كان واليًا للإمام علي على البصرة، ثم تصرّف بأموال بيت مال المسلمين خلافًا للشرع، واتجه بها إلى مكة!! هل نعتبر هذا من الموالين لعلي؟! إنه الامتحان الذي يظهر خبيئة الإنسان و«عند الإمتحان يكرم الرجل أو يهان» «وفي تقلّب الأحوال تُعلم جواهر الرجال».
أعود إلى حديثي وأقول: إن الالتزام بشهادة النبوة يقتضي اتباع النبي وتحمل مسؤوليات السير على خطاه.
أبدأ بتوضيح معنى الآيات الكريمات التي تليت في بداية الجلسة باختصار.
(إِنَّ الَّذِینَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَموَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِی سَبِیلِ اللهِ وَالَّذِینَ آوَوا وَّنَصَرُوا أُوْلَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِیَاءُ بَعْضٍ).
الذين آمنوا، والذين هاجروا، والذين جاهدوا بأموالهم وأنفسهم، ونصر وا.. في زمن رسول الله وفي كل زمان.. الآية تطلق حكمًا عامًا. الولاية تقتضي الهجرة.. أي الانقطاع عن كل ما يشدّ الإنسان بالمال والمتاع والأهل والأرض متى ما اقتضت الضرورة لذلك، وتقتضي أن يكون الرجل من الذين آووا المهاجرين ونصروهم مؤثرين هؤلاء على أنفسهم.. الولاية تقتضي إذن الإيثار والنصرة. والذين فعلوا ذلك هم بعضهم أولياء بعض. يشكلون مع بعضهم جبهة قوية كالبنيان المرصوص يشدّ بعضه أزر بعض.
(وَالَّذِینَ آمَنُوا وَلَمْ یُهَاجِرُوا مَا لَكُم مِّن وَلَایَتِهِم مِّن شَیْءٍ حَتَّى یُهَاجِرُوا) هؤلاء خرجوا من لُحمة الولاية، وانفصلوا عنكم. ولكن لحمة الإيمان باقية حتى ولو لم يهاجروا. لذلك فإن هؤلاء إذا تعرضوا لهجوم العدوّ فعليكم نصرتهم. وهذا يعني وجوب نصرة المسلمين إذا تعرّضوا لعدوان حتى ولو لم يهاجروا معكم، اللهم إلاّ إذا كان بينكم وبين أولئك المعتدين عهد وميثاق، فلا يحقّ لكم أن تنصروا جماعتكم الذين لم يهاجروا معكم: (وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِی الدِّینِ فَعَلَیْكُمُ النَّصْرُ إِلَّا عَلَى قَوْمٍ بَیْنَكُمْ وَبَیْنَهُم مِّیثَاقٌ وَاللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِیرٌ) تقرير لأهمية لحمة الإيمان، وأهم منها ضرورة الالتزام بالعهود والمواثيق.
(وَالَّذینَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِیَاءُ بَعْضٍ إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُن فِتْنَةٌ فِی الأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِیرٌ) لا تخالوا أن الكفار معسكران أو كتلتان، إنهم بعضهم أولياء بعض، وهم في جبهة واحدة. وإذا لم تضعوا أنفسكم مثلهم في جبهة واحدة، ولم تعلموا أن الذي يقف بين الاصطفافين، فهو في صف الأعداء المعارضين، إذا لم تعلموا ذلك ولم تفعلوا بمقتضاه فثمة الفتنة في الأرض، وثمة الفساد الكبير.. فتنة التفرقة بينكم وما يستتبعه من فساد في أمر الدين والدنيا.
(وَالَّذِینَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِی سَبِیلِ اللهِ وَالَّذِینَ آوَوا وَّنَصَرُوا أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَّهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِیمٌ # وَالَّذِینَ آمَنُوا مِن بَعْدُ وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا مَعَكُمْ فَأُوْلَئِكَ مِنكُمْ).
هذا تأكيد لمفاهيم الآية السابقة.. الملتزمون بما يقتضيه الإيمان هم المؤمنون حقًا، وغيرهم المؤمنون كذبًا. ونقف قليلًا عند آيات سورة آل عمران:
(وَإِذْ أَخَذَ اللهُ مِیثَاقَ النَّبِیِّینَ لَمَا آتَیْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَ حِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِی قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَ أَنَا مَعَكُم مِّنَ الشَّاهِدِینَ) الخطاب لأهل الكتاب، ويتضمن ما أخذ الله من الأنبياء من ميثاق وعهد أن يصدّقوا النبي وينصرونه. ثم يعود السؤال إلى الأنبياء: هل اعترفتم وأقررتم بهذا الميثاق؟ وأخذتم عليه إصري (أي عهدي)؟ وحين يعترف الأنبياء بذلك ويشهدون به ويشهد الله معهم يقول: (فَمَن تَوَلَّى بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) أي فمن أعرض عن هذا الميثاق منكم يا أهل الكتاب بعد إقرار الأنبياء عليه ونكث عهده فأولئك هم الخارجون عن طاعة الله. الشهادة بالنبوة ميثاق وعهد والتزام.
وآيات سورة الجمعة تتجه نحو التأكيد على أن حمل كتاب الله يستوجب مسؤولية، وبدون حمل هذه المسؤولية فلا قيمة لهذا الظاهر من حمل الكتاب:
(مَثَلُ الَّذِینَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ یَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ یَحْمِلُ أَسْفَارًا بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِینَ كَذَّبُوا بِآیَاتِ اللهِ وَاللهُ لَا یَهْدِی الْقَوْمَ الظَّالِمِینَ).
والحمد لله رب العالمين.